ه‍، ١١، المركز والمركزي، الرئيس والرئيسي

الإفراط في الوصف بالنسبة إلى صفة، مثل الرئيسي والأساسي والمركزي والأصلي، من أثر اللغات الأوروبية. فلم نَصِف الأمر الرئيس نفسه بأنه رئيسي، ونَصِف الخادوم المركز نفسه بأنه م‍ركزي؟

وكذلك المصدر البرمجي يترجَم بـ«كود مصدري» أو «رماز مصدري»، مع أنه ليس «شيئًا له علاقة بالمصدر»، بل هو المصدر نفسه.

إنما الوصف بالنسبة إلى صفة لما يكون «شيء له علاقة بالأشياء الموصوفة بالصفة الأصل» (لاحظ: ليس «الأصلية»). مثلًا «الأنظمة المركزية» صحيحة لأنها تصف الأنظمة التي يميّزها وجود مركز فيها. لكن المركز نفسه نسميه م‍ركزًا وليس م‍ركزيًّا، فنقول الخادوم المركز.

وقد ذكر معجم الصواب اللغوي إجازة مجمع اللغة العربية بالنسبة إلى الصفة، مع التفريق في المعنى بين الصفة الأصل والصفة المنسوبة، في مادة رئيسية:

ولكنّ هناك فرقا في الدلالة بين الوصف من الرياسة على صيغة «فعيل» «رئيس»، وبين الوصف منها بصيغة النسب «رئيسيّ» فالرئيس هو الشريف وسيد القوم، والرئيسيّ هو المنتمي إلى مفهوم رئيس وكأنه فرد من أفراده، وعلى ذلك فرئيسيّ فصيح والوصف به غير الوصف برئيس، وقد أقره مجمع اللغة المصري بشرط أن يكون المنسوب إليه أمرًا من شأنه أن يندرج تحته أفراد متعددة.

فالصفة المنسوبة جائزة لكن دلالتها غير الصفة الأصل: «المركزي» شيء له علاقة بالمركز أو أنه يشبه المركز، لكنه ليس مركزًا هو نفسه. إنما المركز نفسه يوصف بالمركز.

.

ومن هذا وصف الشيء بأنه «أصليّ» عندما نريد أنه هو الأصل نفسه وليس أنه يشبه الأصل أو منسوب إليه. وكذلك وصف الشيء بأنه «أوّليّ» عندما نريد أنه هو الأول.

هذا الأخير مهم لوروده في الكتاب غير م‍رة: ترجم ‪“initial commit”‬ وما على شاكلتها بـ«أول إيداع» (إذا كانت معرفة) أو بـ«إيداع أول» (إذا كانت نكرة).